الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
أما بعد
إن الغريزة الجنسية مطبوعة في دم الإنسان والله سبحانه وتعالى هو الذي خلقها بأمره وعلمه وحكمته وابتلائه لخلقه وجعلها وسيلة البقاء البشري وهو سبحانه أعلم بما يصلحها ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) ( الملك )
إن الإسلام لم يتجاهل هذه الغريزة ولم يقتلها بالرهبانية ولا أطغاها بالإباحية ، بل جعل لها شاطئاً آمنا تسبح إلى بحره وتطهر في مائه وتحيى ببقائه ، إنه الزواج أنبل صفة عرفتها الإنسانية لتكوين الأسرة وتربية الأولاد ونشر الألفته والرحمة وسكينة النفس في جو زكي طهور مع ضبط المشاعر وترشيدها نحو مكانها الصحيح المنتج بدلاً من ضياعها وتيهها في العبث والفساد .. والمسلم مأمور بلوغ هذا المدى حتى يتحصن بالحلال : ( وليستعف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله ) ( النور ) ، وفي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض لبصر وأحصن لفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) ذلك أن الصوم مع تضيقه لمجاري الشيطان فإنه ينمي روح المراقبة والخشية والتقوى ، وهي أصول وبواعث العفة ومن دعاء عباد الرحمن ( ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ) 0الفرقان )
وحتى الزواج فينبغي تنمية جانب العفة والصيانة ومنه ما شرع للمرأة من التحبب لزوجها والتودد وحسن التبعل وقصر عينه لئلا يتطلع لغيرها ، وكذلك الزوج يكفي زوجته ويشبع عاطفتها بالكلمة الطيبة والأولاد والقيام بأمر الله في كل شؤون الحياة والمؤمن أسير في سمعه وبصره ولسانه وجوارحه ومن يستعف يعفه الله
وفي الحديث ( أحفظ الله يحفظك ) أي : في نفسك ودينك وأهلك وذريتك ومن كرم عند الله فلن يخزيه ولن يسوؤه .
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يهديني وإياكم إلى الصراط المستقيم